هل يمكنك حقاَ أن تتقن لغة جديدة باستخدام دولينجو

عبيدة النبواني

يعتبر تطبيق دولينجو (Duolingo) من أكثر تطبيقات تعلم اللغات انتشارا في العالم، ولكن، هل يمكنك حقا أن تتقن لغة جديدة باستخدام دولينجو؟

دولي | أسلوب حياة | 2024-11-06
قيِّم هذا الموضوع: 4.5

يعاني كثير من اللاجئين في العالم من صعوبة تعلم لغات جديدة فرضت عليهم بسبب انتقالهم إلى دول لا تتحدث لغاتهم الأصلية. ويعتبر تعلم اللغة بالنسبة للاجئين مهارة لا بد من امتلاكها، فبدونها سيكون من شبه المستحيل الانخراط في سوق العمل، أو متابعة تحصيلهم الدراسي، أو حتى بناء علاقات مع محيطهم الجديد.

يعتبر تطبيق دولينجو (Duolingo) من أكثر تطبيقات تعلم اللغات انتشارا في العالم، ويعود ذلك إلى أسباب عدة أهمها أنه تطبيق مجاني، إضافة إلى طريقة تصميمه ليبدو كلعبة مسلية تدفعك لاجتياز تحديات جديدة بشكل مستمر، وإلى تعزيز الرغبة لديك بالحفاظ على سلسلة الأيام التي استخدمت التطبيق خلالها دون انقطاع، يضاف إلى ذلك أن التطبيق يدعم عددا كبيرا من اللغات الحية حول العالم، كما أضيفت إليه أيضا دروس في الحساب والموسيقى مؤخراً. ولكن، هل يمكنك حقا أن تتقن لغة جديدة باستخدام دولينجو؟

الجواب البسيط لهذا السؤال هو: "لا، لا يمكن أن تتقن لغة جديدة باستخدام دولينجو فقط"، لكن  بالرغم من أن دولينجو ليس تطبيقا مثاليا، فهو واحد من أفضل التطبيقات المتاحة لتعلم لغة ما، لكنه يجب أن يكون مصحوبا بوسائل أخرى للحصول على النتيجة المرجوة.

يوضح الموقع الرسمي لتطبيق دولينجو أن "الطلاقة" هي طريقة مضللة لقياس مدى معرفتك بلغة ما، لأنها توحي بوجود نقطة نهاية يمكنك بلوغها عند تعلم اللغة. إلا أنه في الواقع، لا يوجد اختبار أو معايير لغوية دقيقة لتحديد ما إذا كان شخص ما "طليقاً"، لكن خبراء تعلم اللغات يتحدثون بدلاً من ذلك عن "الكفاءة"، والتي تعتبر مهارة قابلة للقياس نسبياً. قد تطمح إلى "الطلاقة"، ولكن "الراحة" قد تكون هي ما تسعى إليه حقًا - ويمكنك أن تشعر بالراحة خلال التواصل بلغة جديدة حتى كمبتدئ، فاللغة التي تحتاجها للسفر كسائح لمدة أسبوع تختلف تماما عن الاحتياجات اللغوية للمحترفين في مكان العمل، أو عن مستوى اللغة المطلوب عندما تنتقل للعيش بشكل دائم في بلد جديد.

 

كيف يعمل دولينجو؟

يعتمد دولينجو على مبدأ التعلم التدريجي والمبني على التكرار. يبدأ التطبيق بتعليمك الأساسيات، مثل الأبجدية والكلمات الشائعة، ثم ينقلك تدريجيًا إلى جمل أكثر تعقيدًا، ويعتمد دولينجو نظام مكافآت محفزٍ يدفعك إلى الاستمرار باستخدام التطبيق بشكل يومي، وبدلاً من الحفظ عن ظهر قلب، يقوم دولينجو بالتدريس حسب السياق، وهي الطريقة نفسها التي تعلمنا من خلالها اللغة في السنوات الأولى من حياتنا، دون أن يكون لدينا أي إدراك للقواعد والتفاصيل النحوية المعقدة.

يعتمد التطبيق على التفاعل المستمر مع المستخدم، مما يجعلك تشعر بأنك جزء من العملية التعليمية، كما يوفر مجتمعًا من المتعلمين من جميع أنحاء العالم، ما يتيح لك التفاعل معهم ومشاركتهم تجاربك.

يتضمن تطبيق دولينجو أيضا تمارين تتضمن الكتابة والاستماع والكلام، إلا أن بعض الترجمات لا تكون دقيقة تماما، كما أن برنامج التعرف على الكلام ما يزال في مرحلة التطوير، لذلك فقد لا يتعرف على الجمل التي تقولها في بعض الأحيان حتى لو كانت صحيحة، وفي أحيان أخرى يمكن أن يعتبر جوابك صحيحا حتى لو قلت شيئا آخر مختلفا تماما عن الجملة المكتوبة، وهو ما يلاحظه مستخدمو التطبيق الدائمون.

بالإضافة إلى ذلك، فإن التطبيق يحتوي الكثير من الجمل الغريبة أو عديمة المعنى، إلا أن الموقع الرسمي للتطبيق يشير أن هذه الجمل موجودة بشكل مقصود، مؤكداً أن "جميع الجمل مكتوبة بواسطة أشخاص حقيقيين" . فلماذا تبدو الجمل غريبة بعض الشيء في بعض الأحيان؟ أحد الأسباب هو ببساطة: "لم لا"، يُعرِّف Duo نفسه بأنه أحمق بعض الشيء (Duo هو الاسم الذي يطلقه التطبيق على شخصية البومة التي ترافقك خلال دروسك). ويوضح الموقع أن "الأشخاص الذين يقفون وراء الدورات هم متحدثون حقيقيون للغة، وبالتالي فإن غرابة كل دورة تمثل حس الفكاهة لدى منشئيها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون الجمل الغريبة مفيدة في جعلك تتذكر المحتوى ، لأن المعلومات المفاجئة تجعلك تولي المزيد من الاهتمام" .

يبقى دولينجو تطبيقا ربحياً يهدف إلى تحقيق إيرادات مالية للاستمرار والنمو، ويعتمد نموذجَ أعمال يُعرف بـ "نموذج الفريميوم"، حيث يقدم التطبيق خدمة مجانية ذات جودة عالية، ثم يوفر خيارات مدفوعة لتقديم مزايا إضافية، ويتطلب كلا الخيارين أن يحافظ المستخدم على استخدام التطبيق بشكل مستمر، ولتحقيق ذلك يحاول التطبيق تذكيرك باستمرار بالعودة إلى التعلم، كما أنه يقدم عددا كبيرا من الدروس التي يجب إتمامها، فلتعلم اللغة الإنكليزية مثلا ستحتاج إلى إنهاء أكثر من 230 وحدة تعليمية في كل منها خمسة دروس على الأقل، ما يعني أنك إذا كنت تنهي درسا واحدا كل يوم، فإنك ستحتاج إلى أكثر من ثلاث أو أربع سنوات للوصول إلى الدرس الأخير، ولن تكون قادرا في نهاية هذه المدة على إجراء محادثات حقيقية فعلا، لكنك ستكتسب حصيلة كبيرة من المفردات التي تحتاجها في مختلف الظروف.

 

كيفية تحقيق أقصى استفادة من دولينجو

دولينجو لن يساعدك على إتقان لغة جديدة بشكل مثالي لكنه مفيد لاكتساب عادة ممارسة اللغة بشكل يومي، ولتحقيق أقصى استفادة من التطبيق فإن المختصين ينصحون باستخدامه جنبًا إلى جنب مع برامج تعليمية أخرى مثل (Babbel) الذي يقدم دروسًا قصيرة ومكثفة تركز على المحادثة، ويوفر محتوى عالي الجودة وواجهة مستخدم سهلة، و(Memrise) الذي يركز على حفظ المفردات من خلال بطاقات الذاكرة والصور والألعاب، و(HelloTalk) أو (Tandem) اللذان يركزان على التفاعل مع متحدثين أصليين من خلال الدردشة النصية والصوتية، وجميعها تطبيقات مجانية، كما توجد تطبيقات أخرى مدفوعة أشهرها (Rosetta Stone, Busuu, italki, FluentU) وغيرها.

لذا، إذا وجدت نفسك تكافح لتعلم لغة ما، ففكر فيما هو أكثر من دولينجو، ينصحك موقع (CambridgeCoaching) أن تشاهد الأفلام والمسلسلات التلفزيونية ومقاطع الفيديو على Youtube باللغة التي ترغب بتعلمها. استمع إلى البث الصوتي وبرامج الراديو والبودكاست، وفكر في تاريخ وثقافة وسياسة البلدان التي تتحدث تلك اللغة، اقرأ المقالات والكتب بهذه اللغة حول تلك المواضيع وابحث عن تجارب العمل أو التطوع، وإذا كان ذلك ممكنا بالنسبة لك فمن المفيد جدا أن تبحث عن أصدقاء يتحدثون اللغة التي ترغب بتعلمها، ومع تطور الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، باتت هذه المهمة أكثر سهولة عما كانت عليه طوال التاريخ البشري.

إن العامل الرئيسي الذي يجعل دولينجو مميزاً هو تكلفته المنخفضة. وبغض النظر عن الخلفية المالية، فإن الخدمة المجانية تعني فرصة لتجربة شيء ما دون الحاجة إلى الالتزام، أو على الأقل تأجيل هذا الالتزام حتى تعرف بالضبط ما ترغب في الالتزام به.


العلامات: #دويلنجو, #لغة, #اللغة_الإنجليزية, #تعليم, #لجوء, #اندماج, #تطبيق, #دراسة, #عمل, #ترجمة, #Babbel


مقالات مشابهة

We have send a confirmation code to your email address, pleas enter the code here

Confirm